بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الدخان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الدخان:
- يؤخذ من نبات التبغ, وهو من العائلة الباذنجانية , يمتاز بأوراقه الكبيرة وأزهاره الصفراء.
- لم يعرف المسلمون الأوائل هذا النبات, إنما اكتشف بعد عدة قرون.
- يستعمله الناس مضغاً أو استنشاقاً بالأنف بعد سحقه ( السعوط ) أو امتصاصه على شكل سيجار أو في الغليون أو النرجيلة أو الجوزة، أو على شكل حقن شرجية بعد نقعه ظناً منهم أنه ينفع في علاج أمراض الجهاز الهضمي.
مكونات دخان السيجارة :
يحتوي دخان السيجارة على أكثر من أربعة آلاف مركب، ثم عزل كثير منها، وأشهر هذه المركبات: النيكوتين، القطران، أول أكسيد الكربون، الكاديوم، الراديوم، الرصاص، البولونيوم... وغيرها الكثير.
وهذه باختصار سموم خطرة على جسم الكائن الحي.
المضار :
ورد في مقال نشر في مجلة هكساجون عدد 6 سنة 1978: " إن شركات التبغ تنتج سيجارتين يومياً لكل إنسان على ظهر الأرض، ولو أخذت كمية النيكوتين الموجودة في السيجارتين دفعة واحدة لاستطاعت السجائر أن تبيد البشرية بأكملها في ساعات ".
ويقول تقرير الجمعية الملكية البريطانية للأطباء لعام 1977 : " إن كمية النيكوتين الموجودة في سيجارة واحدة كفيلة بقتل إنسان في أوج صحته لو أعطيت له هذه الكمية من النيكوتين بواسطة إبرة في الوريد ".
هذه بعض مخاطر ومضار التدخين الصحية والاجتماعية:
1- تسبب أنواع السرطان المختلفة في جسم الإنسان , الالتهابات الحادة المختلفة كسرطان الرئة وسرطان الحنجرة، تأثيره الخطير على الدم، على القلب، على الجهاز العصبي، على الحواس، على الجهاز الهضمي، على الجهاز البولي، على الإنجاب، على الأجنة والأطفال.
2- ضرره البالغ على المحيطين بالمدخن، وهو ظلم وعدوان، حتى سنت قوانين تمنع التدخين في الأماكن العامة.
3- إسراف وتبذير شخصي وعالمي، فتضيع الأموال في الضرر، ولو استخدمت هذه الأموال في النافع لكانت النتائج الإيجابية العظيمة على مستوى الفرد والمجتمع.
4- تلوث البيئة، والروائح الكريهة المنبعثة في الجو ومن فم المدخن أسوأ من البصل والثوم.
5- سبب في بعض الحوادث والحرائق وتلف الأمتعة.
6- الدخان أول طريق المخدرات عادة وهو يورث الإدمان.
7- عادة سيئة ومضيعة للوقت، ويكون أقبح إن كان من المرأة والمسلم الملتزم والداعية والطبيب والمعلم ورب الأسرة... ومن كان قدوة في المجتمع.
8- المضار النفسية من سرعة الغضب وعدم الصبر وكم سقط مدخنون في حبائل العمالة لما حرم من الدخان في السجن.
9- الدخان من الخبائث، والخبيث تنفر منه الطباع السليمة.
- هذه الأضرار تكون في السيجارة سواء استعمل المصفي أم لا، أما في النرجيلة فهي أكثر وأسوأ.
حكم الدخان:
اختلف علماؤنا من السلف وفي سنوات ماضية في حكمه بين كراهة وتحريم بل وإباحة، في وقت لم تظهر أضراره ومفاسده التي ظهرت واكتشفت اليوم، بل عمت البلية في المجتمعات من هذه الآفة السيئة حتى أظهرت الإحصائيات موت الملايين نتيجة لشرب الدخان، مما حدى بعلمائنا في هذا العصر وفي السنوات الأخيرة خاصة إلى القطع بحرمة شرب الدخان، بل لا يقول عاقل ومن له أدنى فقه في الدين بغير ذلك إلا من اتبع هواه.
- ومن العلماء الذين حرموه: الشيخ أحمد البهوتي الحنبلي من مصر، أبو الغيث القشاش من المغرب، النجم الغزي العامري الشافعي من دمشق، الشيخ عبد الله العصامي أحد علماء الحرمين، وتلميذه محمد بن علان، الإمام عبد الله الحداد، الإمام الحسين ابن الشيخ أبي بكر بن سالم، العلامة السيد عبد الرحمن بن محمد المشهور من حضرموت، الشيخ محمد الخواجا وعيسى الشهادي الحنفي من تركيا، سعيد البلخي المدني، علماء منطقة نجد منهم الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي السعودية السابق، عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية السابق، العلامة يوسف القرضاوي، مفتي مصر نصر فريد واصل، د. حسام الدين عفانة... وغيرهم كثير أنظر: [ حاشية القليوبي 1/69، فتح العلي المالك 1/118,189,190، مطالب أولي النهى 6/217,219، فتاوى معاصرة، يسألونك، كتاب التدخين بين الطب والدين، الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في السعودية، جريدة الأيام الصادرة بتاريخ 14/6/1997م ].
وأدلة التحريم لما ثبتت مضاره ومفاسده:
1- قوله تعالى: { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث }. [ الأعراف: 157 ].
2- قوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }. [ البقرة: 195 ].
3- قوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً }. [ النساء: 29 ].
4- ما يحميه من السموم، وقد نص الفقهاء على تحريم أكل السموم وكل ما فيه ضرر، وفي الحديث: ( لا ضرر ولا ضرار ).
5- إذا كان من الخبائث ويضر بالنفس وبالغير، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل بصلاً أو ثوماً أن يأتي المسجد مع أن فيه فوائداً، ولكن بسبب الرائحة المؤذية، فالدخان أولى بالمنع.
6- قوله تعالى: { ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }. [الإسراء 26- 27].
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ). [ رواه البخاري عن أبي هريرة ].
7- إذا ثبت ضرره بالناس فهذا ظلم والظلم حرام.
على هذا فإنا نقول بحرمة التدخين وبيعه والاتجار به، وندعو كل مسلم وعاقل أن يدعه لله تعالى مباشرة، ويدعو الله أن يخلصه منه.
والله تعالى أعلم
17/3/2006